من البرازيل إلى المغرب.. “الجيوجيتسو البرازيلي” استقر هنا

تبدو كلمة “جيوجيتسو” غريبة بعض الشيء على سمع الهواة وغير المتابعين بشغف لألعاب الفنون القتالية، لكنها اللعبة الأم التي خرجت منها الفنون الأخرى كالجودو والكاراتيه، حيث ظهرت هذه اللعبة لغرض نبيل وهو التقليل من استخدام السلاح، والقتال الأعزل.

مهد الجيوجيتسو

تقول المصادر الرسمية المعنية باللعبة، ومن بينها الجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي، إن هذه الرياضة ظهرت أولا في الهند، وكانت تلعب بالأسلحة، لكن رهبانا بوذيين طوروا حركاتها التي أصبحت تركز على التوازن والقوة الجسمانية، وتلاشى استخدام السلاح فيها، لكنها انتقلت بعد ذلك إلى اليابان والصين، ووجدت شعبية ضخمة هناك، لتبدأ اللعبة في التبلور وأخذ شكل معين بقوانية معينة.

أول أكاديمية للجيوجيتسو

في عام 1915 هاجر الياباني “كوندي كوما”، الأب الروحي للجوجيتسو، إلى البرازيل، والتقى برجل اسمه “كارلوس جرايسي” وهو سياسي برازيلي طلب من كوما تعليم ابنه الأكبر الجوجيتسو وفنون القتال.

وبعد 10 سنوات، وتحديدا عام 1925، افتتحت أكاديمية جرايسي للجيوجيتسو في ريو دي جانيرو ” Gracie  JJB “، وهي أول أكاديمية من نوعها، لتبدأ اللعبة مرحلة الشكل الاحترافي في البرازيل، وأعادت عائلة جرايسي للجيوجيتسو مكانتها.

وبعيدا عن القواعد الدولية للعبة، قامت العائلة بتغيير تقنياتها بأخرى تمثل هوية البرازيل فيما يعرف حاليا بـ”الجيوجيتسيو البرازيلي” والتي تمارس من قبل فنانو الدفاع عن النفس من كافة أنحاء العالم.

الفرق بين الجيوجيتسو الياباني والبرازيلي

ترجع أصول الجيوجيتسو البرازيلي أو الجيوجيتسو الحديث إلى مدرسة الجوجيتسو اليابانية الكلاسيكية، رغم التعديلات الكثيرة التي طرأت عليها من ناحية التكينك وطرق التدريب والدراسة، مما جعلة اللعبة الحديثة مختلفة بطريقة واضحة عن أصولها اليابانية.

كان الجوجيتسو التقليدي والذي يسمى اليوم الجوجيتسو الكلاسيكي عبارة عن مجموعة فنون حربية تتضمن استعمال اليد الفارغة وأيضا الأسلحة بأنواعها، فقد كان الجوجيتسو مطورا قتاليا، وكان محاربو الساموراي اليابانيون يستعملونه في المعركة، وبات يشغل جزء كبيرا من حياتهم، وإذا فقد محارب الساموراي سلاحه فإنه يضطر لأن يدافع عن نفسه بأيد عارية.

الجوجيتسو الياباني القديم لا يؤيد المكوث مدة طويلة أثناء القتال بالأرض، بل إنه قد لا يحدث فيه، وذلك لصعوبة ممارسته في وسط ميدان المعركة أو القتال خصوصا أن محارب الساموراي يكون أحيانا محاطا من قبل جنود العدو.

بات الجوجيتسو الياباني الحديث شبيها جدا بالبرازيلي وليس كالسابق (التقليدي أو الكلاسيكي)، خصوصا أن مؤسس الجيوجيتسو بالبرازيل هو أصلا ياباني.

تدريبات الجوجيتسو الياباني القديم كانت على طريقة الكاتا، وهي عبارة عن تصميم شكلي متسلسل بواسطة شخصين يتبعان نمطا من الحركات بين بعضهما دون مقاومة أي منهما للآخر.

لكن الجيوجيتسو البرازيلي يمارس بواقعية فعلية مع المقاومة والالتحام باستخدام أساليب محاولة رمي اللاعبين بعضهما بفن وقوة ولي المفاصل أو الخنق  بأنواعه بفن وقوة أيضا.

ظهور الجوجيتسو في المغرب

ظهرت رياضة الجيوجيتسو في المملكة المغربية الشريفة عام 2008، عن طريق الأستاذ الكبير جمال السوسي ، الذي تعرف على هذه اللعبة أثناء تدريسه أساليب الدفاع عن النفس في القاعد العسكرية بالخرج 70 كيلو عن العاصم الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث كان شغوفا بالفنون القتالية ويمارسها، وأسس أول مدرسة رسمية جريسي بارا المغرب Gracie Barra Maroc بالعاصمة الرباط. 

في عام 2010 أسس أول لجنة وطنية للجيوجيتسو البرازيلي بالجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب، واقتصرت اللجنة في البداية على 11 جمعية وبعد سنتين، فيما وصل عدد المدارس التي تبنت رياضة الجيوجيتسو في المملكة المغربي إلى نحو 23مدرسة حتى عام 2014، وتجاوز عدد الممارسين 500 شخص. 

في عام 2018 تم تأسيس الجامعة الملكية المغربية للجيوجيتسو البرازيلي، بهدف تشريع قوانين وسياسات وتشريعات تختص برياضة الجيوجيتسو البرازيلي والرياضات المشابهة، والتعاون مع جهات أخرى بهدف أن تصبح المملكة المغربية الشريفة الحاضنة الأولى للجيوجيتسو في أفريقيا والمغرب العربي وأوروبا.

وسبق تلك الخطوة تنظيم أول بطولة عالمية يللجوجيتسو في عام 2011، وكأس الصداقة البرازيلي المغربية في عام 2013 

بحضور روجر جرييس Roger Gracie