سعيدي ... مؤسس نهضة بركان ومدربه يعاني في صمت



منتديات كوورة



عندما نتحدث عن تاريخ فريق الاتحاد الإسلامي الرياضي البركاني لكرة القدم، الذي أصبح يحمل منذ سنة 1969 اسم النهضة البركانية، وحينما نتحدث أيضا عن مرحلة التأسيس سنة 1952 وعلاقتها الوطيدة بالرغبة الملحة للوطنيين في إيجاد فريق محلي عتيد وقادر على مواجهة أطماع المستعمرين الفرنسيين، لابد من استحضار الأسماء التي ضحت بالغالي والنفيس في سبيل خلق فريق يمثل مدينة بركان والمنطقة الشرقية. تلك الأسماء التي أعطت الدفعة الحقيقية لكرة بركانية صرفة، من أبرزها الحاج بوسيف سعيدي (74 عاما).

يعد بوسيف سعيدي أحد مؤسسي الفريق، ونجما من نجومه الكبار، الذين أسدوا خدمات جليلة للكرة الوطنية عموما والبركانية على وجه الخصوص، قبل أن يقرر عام 1966 اعتزال اللعب لظروف قاهرة، وهو ما يزال قادرا على مواصلة مسار التألق. غير أن صلته بعالم كرة القدم لم تنقطع كليا، بعدما أصبح مؤطرا بمدرسة الفريق ذاته، إذ يرجع له الفضل في تكوين و إبراز العديد من اللاعبين المرموقين، الذين تمكنوا من الذهاب بعيدا في مجال اللعبة أمثال بوسحابة والهراس و شهبون و الحارس البرازي، فضلا عن سهره على تأطير العديد من الكفاءات الرياضية كعبد الرحمان البكاوي، المدير السابق للرياضة بوزارة الشباب والرياضة، والرئيس الحالي للهيأة الابتدائية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المكلفة بدراسة دفتر التحملات الخاص بالأندية الوطنية( البطولة الاحترافية).

ينتمي بوسيف سعيدي إلى الجيل الأول لأساتذة الرياضة والتربية البدنية بعد استقلال المغرب، إذ قضى 43 سنة من العمل في سلك التعليم العمومي، منها 28 سنة كاملة قضاها بالمؤسسات التعليمية بمدينة مكناس، التي عين بها سنة 1967 أستاذا لمادة التربية البدنية بالثانوية التأهيلية عمر بن الخطاب (بيرد سابقا)، ثم حارسا عاما للداخلية بها، فحارسا عاما بثانوية المولى إسماعيل، قبل أن يصبح مديرا للثانوية الإعدادية الرياض حتى عام 1995، تاريخ إحالته على التقاعد.

نشأ سعيدي داخل أسرة رياضية أنجبت العديد من اللاعبين الدوليين الكبار، فيكفي أن نذكر شقيقه الراحل ميلود، اللاعب الدولي السابق في صفوف الجيش الملكي لكرة السلة، الذي توفي بتاريخ 19 فبراير 1965 بسبب نزيف داخلي حاد، أصيب به إثر اصطدامه بحامل السلة خلال إحدى مباريات الدوري الممتاز، وهو أيضا شقيق ”السي” محمد، اللاعب الدولي السابق للاتحاد الإسلامي البركاني للسلة، الذي خاض تجربة احترافية بالديار الفرنسية، والإطار المبرز الذي سهر على تكوين مجموعة من أساتذة التربية البدنية بالدار البيضاء في عقدي الستينات و السبعينيات من القرن الماضي، كما أنه والد يحيى سعيدي، الباحث العلمي في المجال الرياضي.

اليوم يقضي بوسيف سعيدي اليوم فترة نقاهة بعد خضوعه في الأشهر الثلاثة الماضية لعمليتين جراحيتين بأحد المستشفيات الخاصة بالرباط، كللتا بالنجاح. معاناة سعيدي مع الوعكة الصحية يخففها إيمانه وعناية أسرته الصغيرة، التي تحملت الجزء الأكبر من التكلفة باهظة الثمن للعمليتين المذكورتين